بيان نعي لشيخ العلماء وإمام الدعاة
الشيخ/ عبدالرحمن قحطان
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وبمزيد من الرضا والتسليم، تُّنعي جمعية معاذ العلمية لخدمة القرآن الكريم والسنة النبوية إلى أبناء الشعب اليمني كافة، العالم المربي الزاهد المجاهد الشيخ / عبدالرحمن قحطان ،الذي توفاه الله تعالى في عصر الأربعاء ١٩ من رمضان ١٤٤٣هـ عن عمر يناهز (٨٧) عاماً ، وبعد مرض طويل كان فيه من الصابرين الشاكرين .
والجمعية إذ تُنعي فقيدها اليوم فإنها تُنعي أحد مؤسسيها الأوائل ومشايخها الأجلاء الذي هو أحد مؤسسي هيئة دار القرآن الكريم الأهلية في ستينيات القرن الماضي (مع زملائه العلماء ) حيث تعتبر جمعية معاذ العلمية امتداداً لهذه الدار , كما كان – رحمه الله – يشجع ويرعى التلاميذ النابهين ليصنع منهم دعاة وخلائف يحملون العلم ويوصلونه للناس .
لقد كان فقيدنا شيخ العلماء ، وإمام الدعاة وقدوة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ،عرفته اليمن مدنها وأريافها وسهولها وجبالها داعياً ومربياً ومعلماً وخطيباً مفوهاً وشاعراً نحريراً ، وعرفته مدارس تعز موجهاً وواعظاً ومعلماً ، كما كانت له صولات وجولات في مجلس النواب يوم أن كان عضواً فيه .
كان فقيدنا المرجع الأول للعلماء والدعاة والفتوى، والبلسم الشافي لكثير من القضايا ، والمصلح المحب بين الناس ، والحكم العدل بين المتخاصمين.
وكان أبرز المندوبين الشرعيين الذي لا يرضى الناس عنه بديلاً لما عرفوه من علمه وفقهه وتمكنه ونزاهته.
طوَّف في البلاد شرقها وغربها وشمالها وجنوبها داعياً إلى الله معلماً بل وامتدت رحلاته الدعوية إلى بعض الأقطار العربية وأمريكا .
تلقى العلم الشرعي على يد والده منذ صباه فهو من بيت علم وفقه وأدب، وانتقل إلى مدن العلم اليمنية لينهل من علومها ، وكان ممن شهد له مشايخه بالنجابة وحسن الاستقامة، وأخذ الإجازات الشرعية المسندة من كبار علماء اليمن وعلماء العالم الإسلامي ، وأكمل دراسته الأكاديمية في جامعة صنعاء .
كانت له هيبة علماء الرعيل الأول وفطنة من عرك الحياة، وحب الأب لطلابه ، وحرص القائد على أفراده ، حمل همَّ الدعوة ، وهمَّ نشر العلم الشرعي، وهمَّ الأمة اليمنية والإسلامية منذ بواكير شبابه فما من فعالية إلا وشيخنا خطيبها ، ولا مشروع علم شرعي إلا وهو من أبرز القائمين عليه ومؤسسيه ، فقد كان شيخنا قائداً جماهيرياً من طراز رفيع .
أما أياديه البيضاء فقد شعر الكثير بها، طلاباً وعامة وآخرين، فقد كان إما منفقاً أو مفتاح خير أو مشجعاً لذلك؛ ولذلك قصده الكثيرون وسيفقده الكثير.
رحم الله شيخنا ، وغفر له، وأسكنه الفردوس الأعلى أنه جواد كريم، ونسأل الله أن يصبّر أولاده وعلى رأسهم د/عبدالرحيم وكافة أهله وأقاربه وزملائه وطلابه ومحبيه ،وأن يرزق الجميع الصبر والسلوان